Pages

الثلاثاء، 1 ماي 2012


               بعد السلفيين أبو الفتوح يحصد دعم "الوسط" و"الجماعة الاسلامية" و الإخوان على المحك

                                                            
 عبد المنعم أبوالفتوح يحظى بدعم حزب "الوسط" و"الجماعة الاسلامية" في الانتخابات الرئاسية المصرية التي انطلقت معركتها بشكل رسمي يوم الاثنين 30 أبريل2012، وكان  المرشح نفسه قد نال دعم السلفيين من خلال مجلس شورى الدعوة السلفية والهيئة العليا لحزب النور وأعضاء كتلته البرلمانية
ومن شأن هذا الدعم أن يزيد من حدة الصراع  حول كرسي الرئاسة، ذلك أن الإخوان المسلمين سيجدون أنفسهم في مواجهة كتلة انتخابية محترمة قد تضعف حظوظ مرشحهم محمد مرسي، نفس الأمر قد يجري على عمرو موسى الذي يعتبره الثوار من بقايا النظام البائد والذي ترشحه الاستطلاعات للفوز بهذه الانتخابات
وجدير بالذكر أنه قد أجري استطلاع للرأي في الفترة الممتدة من 21إلى 24 أبريل  "وأوضح (الاستطلاع) حصول موسى على نسبة تأييد تجاوزت 41 ' من الناخبين الذين حسموا أمرهم في اختيار مرشحهم المفضل والذين بلغت نسبتهم 7. 87' من إجمالي الناخبين ، متراجعا بذلك عن نسبة 9. 49' التي كان حصل عليها في الاستطلاع السابق. وفي المرتبة الثانية جاء الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بنسبة 27' مقابل 25' في الاستطلاع السابق ، ومن المتوقع أن تتحسن النسبة مع إعلان تكتلات سلفية وحزبية دعمها لترشحه. وثالثا ، جاء رئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق بنسبة 11.9' مقابل 10.5' في الاستطلاع السابق. وفي المركز الرابع ، جاء الناصري حمدين صباحي بنسبة 7.4' مقابل 9.3' في الاستطلاع السابق، ثم المفكر الإسلامي سليم العوا بنسبة 5.7 ' ، وسادسا جاء مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي والذي لم يحصل سوى على 3.6'."

عن جريدة القدس العربي عدد الاثنين 30أبريل 2012
        

   


الاثنين، 30 أبريل 2012


                               رباح: الحكومة لن تتسامح مع المعطلين والمضربين                    



قال عزيز رباح أمس السبت بالقنيطرة، أن التحدي الأساسي بعد إنجاح الاصلاحات السياسية هو الاستجابة للمطالب الاجتماعية، كما أشار إلى أن الحكومة عازمة على أن تتعامل بشكل صارم مع المعطلين، وذلك بجعل التوظيف على أساس الاستحقاق، باستثناء المجموعة التيالتزمت معها حكومة الفاسي كما أنها لن تتسامح مع المضربين، حيث شدد على أن الاقتطاع على الإضراب قانون كوني     
 وأكد خلال هذا اللقاء التواصلي الذي نظمته الكتابة الجهوية لحزب العدالة التنمية بالقصر البلدي بالقنيطرة، تحت موضوع، "الاعلام الوطني العمومي وتحديات المرحلة" بأن المغرب يشكل استثناء في منطقة ما تزال تائهة، ولا يعرف ملامح مستقبلها، وكان يقصد الدول التي شهدت ثورات مثل تونس ومصر وليبيا...
وأبرز أن المغرب يستمد هذا الاستثناء من الإسلام والملكية، وبدونهما لن تقوم للمغرب قائمة، وشدد على أهمية الاصلاح المتدرج، وأن هذا المسار هو اختيار الحزب منذ البداية وهو الاختيار الذي توافقت عليه مختلف القوى السياسية ومكونات المجتمع عدا استثناءات قليلة، حسب رباح دائما

الخميس، 26 أبريل 2012


                           شعب البارصا والريال

                                               
كانت الأيام الثمانية الماضية أياما خاصة وخالصة لمن يمكن تسميتهم بشعب البارصا والريال في المغرب، حيث لعب الخصمان اللدودان خلالها خمس مباريات، مما انعكس فرحا وحزنا وتوترا على أعصاب وأمزجة أنصارهما الذين يخترقون كل الطبقات الاجتماعية وينتشرون في كل مكان .
" نضربو لبيت أوهاحنا ف النهاية " يقول رجل منهك مقتعد عربته اليدوية، مشيرا بيده المعروقة وهو يتحدى مجموعة من شباب البارصا الجالسين في المقىهى، وفي سوق الخضر يسخر رجل قد أتت الصلعة على معظم شعر رأسه، من أحدهم قائلا : إن مسيي رد على الذين لاموه على هدر ضربة الجزاء أمام تشيلسي بقوله أنه ليس كريستيانو رونالدو حتى يسجلها في الزاوية التسعين؟..... هذا في الواقع أما في العالم الافتراضي، وخاصة موقع فيسبوك، فقد كان راموس الذي ضيع ضربة الجزاء أمام باييرن ميونيخ بشكل بشع، مادة دسمة لأنصار البارصا، حيث صورالبعض كرته وهي تخترق جدار إحدى العمارات، وكتب اخر على حائطه بأنه قد عثر على كرته بضواحي الفقيه بنصالح فوق أشجار الزيتون.... هذا جزء من المشهد العام الذي يرافق المواجهات التي يكون طرفيها أحد الفريقين أو كليهما، ويتجسد هذا المشهد خاصة مع أصحاب المقاهي الذين يستعدون باكرا لهذا اليوم، كراء المزيد من الكراسي، ولا بأس من الترامي على الشارع العام، فاليوم استثنائي والجميع سيتفهم الوضع، صور الفريقين وشعاراتهما تزين واجهات المقاهي.....مشجعون يحجزون مقاعدهم منذ الزوال، مع كثير من التعصب والتشنج.....
مبدئيا الإعجاب بفريق معين ليس عيبا، كما الاستمتاع بكرة القدم ليس عيبا أيضا، لكن ما يحدث في المغرب يتجاوز حدود الإعجاب والاستمتاع بجلدة منفوخة تتقاذفها أرجل أجنبية.
ما يحدث هو أشبه باستعمار ناعم لقلوب وعقول وأذواق شعب في مفترق الطرق، لعبة كرة القدم أصبحت صناعة قائمة بذاتها لا تمثل فيها الجلدة الملعونة إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد، ليس فقط لما  تدره من أموال ضخمة على المحتضنين والمساهمين، ولكن لأبعادها السياسية والثقافية الخطيرة، والدليل على ذلك حرص الكيان الصهيوني على التواصل مع الفرق الاروبية الكبرى ورموزها، ومن بينها الفريقين الاسبانيين، والزيارة الشهيرة للرئيس بيريز لريال مدريد خير دليل...
في مثل هذا الوضع يفترض في الدولة أي دولة أن تتحمل مسؤوليتها تجاه الوطن التي هي مستأمنة عليه، مسؤوليتها في حماية المنتوج الوطني، سواء أكان رياضيا أو ثقافيا أو اقتصاديا... إن كانت دولة محترمة طبعا، أما إن كانت غير ذلك، فسيسعدها أن ترى شعبها تائها ضائعا تتقاذفه جلدة منفوخة بالهواء.
وفي بلدنا وعلى قول  محمود درويش حيث لا كرة في البلد ولا سينما في البلد ولا مسرح في البلد ولا بلد في البلد ... فما أسهل أن تتقاذفنا هذه الجلدة الملعونة.         


                             

الاثنين، 2 أبريل 2012

الفيزازي في ندوة وطنية: سنؤسس حزبا… ولربات البيوت 5000 درهم شهريا...




قال الشيخ الفيزازي خلال ندوة وطنية حول "المرأة المغربية ورهانات التنمية" الأحد1أبريل  2012 بالقنيطرة  إنه سيؤسس حزبا سياسيا وسيكون من ضمن اهتماماته إعادة الاعتبار للمرأة، وخص بالذكر ربات البيوت، لما لهن من دور في تربية الأجيال وإعداد رجال الغد، ومكافأة لهن على هذا الدور  فإن حزبه  في حالة وصوله إلى الحكم سيجعل لهن راتبا شهريا قدره 5000  درهم لكل ربة بيت.
وقد حضر إلى جانب الفيزازي في هذه الندوة الذي نظمت من طرف جمعية "رعاية الطفولة ومساندة الاسرة"  الأستاذ أحمد عصيد الذي قال إن المرأة ضحية فقه الذكورة، بالاضافة إلى الأستاذة فاطنة غزي أستاذة اللغة العبرية بجامعة ابن طفيل ومنسقة ماستر الثقافة الشعبية المغربية التي تناولت حضور المرأة في الأمثال الشعبية ، والأستاذ محمد دحمان أستاذ الانتربولوجيا والباحث في الثقافة الحسانية بجامعة ابن طفيل الذي أكد بأن أوضاع المرأة تختلف من جهة إلى أخرى .


   

الخميس، 29 مارس 2012

من يهدد هيبة الدولة ؟

مرة بعد أخرى يتأكد أن السلطة السياسية في هذا البلد، لا تريد أن ترجع عن غيها وضلالها الذي ليس هو إلا الإصرار على المضي في طريق الفساد والاستبداد إلى نهايته، ذلك ما تنبئ عنه الأحداث المتوالية التي شهد تها مدن المغرب المختلفة بدء من طنجة مرورا بتازة وسلا ومراكش وإميضر وصولا إلى بني بوعياش وإمزورن ...
نفس المنطق الامني الضارب بجذوره في أعماق التقاليد المخزنية العريقة، هو الذي تم اللجوء إليه لمعالجة هذه الاحتجاجات، رغم أن الزمن غير الزمن والناس غير الناس، فلم نكن في حاجة للإعلام الرسمي لكي يخبرنا بما يجري، فقد تكفلت المواقع الاجتماعية بالامر، خاصة موقع الفايسبوك، المطلوب رقم واحد لدى الطغاة لما يشكله من خطر على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، حيث أتيح لنا متابعة الأحداث لحظة بلحظة، لحظات القمع والتنكيل والاهانة والاستفزاز وكل السلوكات المنحطة التي يفترض فيمن يمثلون جهاز الدولة أن ينأوا بأنفسهم عنها.
رغم كل الشعارات التي رفعت والخطب التي دبجت حول الاصلاح السياسي، حيث "الدستور الجديد" والانتخابات المبكرة ، فإن الواقع يكشف كل يوم عن بؤس حال البلاد والعباد، وبالتالي يكشف عن غياب إرادة سياسية حقيقية للخروج بالبلد من هذا النفق المظلم، فلا يبقى إلا أن نجزم أن الإصلاحات المزعومة لا تعدو أن تكون مناورة مكشوفة تبغي ربح الوقت وإيهام الواهمين بأن شيئا ذي بال يحدث في المغرب.
ليس صدفة أن المدن المنتفضة في أغلبها تنتمي إلى المغرب العميق أو المغرب غير النافع بلغة المستعمر الاجنبي … حيث التهميش والإقصاء، أو ما يطلق عليه بالتعبير الدارج الجامع ب"الحكرة" إنه المجال الذي شهد مقاومة باسلة ضد الاستعمار، حيث دفع الكثير من أجل الاستقلال والتحرر، لكن الذين فاوضوا باسمه لم يكونوا في مستوى المسؤولية واللحظة التاريخية، فكانت النتيجة مغربا لا يسع كل أبنائه بثقافتهم وهويتهم وحقوقهم وأحلامهم بقدر ما كان مغربا على هوى ومنطق المستعمر، والمفاوضين الضعفاء والانتهازيين، لذلك بقيت سياسته راسخة وثابتة في فلسفة إدارة شؤون البلاد والعباد- إلا أن الفرق بينهما هو أن المستعمر كان يفعل دلك بغرض تسهيل عملية نهب الثروات بينما يفعل ذلك بنو جلدتنا من أجل تسويق مغرب الواجهة حيث "الاوراش الكبرى" و"البنيات التحية المتقدمة" وبالتالي النظام – الحليف – المستقر المتطور؟- ويمكن اعتبار نعت الخطابي للاستقلال ب "الاحتقلال" بالتوصيف الامثل المعبر عن مغرب ما بعد "إيكس ليبان".


إن هذه الاحتجاجات تبدو ككرة الثلج وهي تتدحرج خلال المدن والبلدات المهمشة، ولا يحتمل أن تتوقف وتنتهي، مادامت السلطات لم تعد لهل حتى الآن غير القمع والحصار جنبا إلى جنب مع التعتيم والتشويه الإعلامي، بل قد تأخذ أبعادا أكثر خطورة، فليس كل مرة تسلم الجرة.
لست أريد هنا محاسبة الحكومة على ما يجري، وهي العاجزة عن كشف راتب مدرب كرة قدم فاشل، لكن لا بأس من مناقشتها في بعض مزاعمها التي تدفع بها لتبرير ما يحدث، من ذلك: استرجاع هيبة الدولة، فهل يتم لها ذلك باستعمال العنف والاعتقال وإشاعة الخوف والهلع وسط الاحياء السكنية؟

إن الذين يهددون هيبة الدولة هم الذين يحكمون بالعسف والاكراه، وينهبون ثروات البلاد ما ظهر وما بطن، ويستخفون بعقول الناس وهويتهم، ولا يخجلون بعد ذلك أن يرقصوا على جراحهم الغائرة، الذي يهدد هيبة الدولة هو التفاوت الطبقي المرعب بين أغنياء يلعبون بالملايير، وفقراء بالكاد يحصلون على قوت يومهم الممزوج بكثير من الذل والمهانة. من ذلك أيضا زعمها أن العنف لا يطال إلا الاحتجاجات غير السلمية، طيب فلم تقمع احتجاجات المعطلين وهي سلمية؟ لم قمعت الوقفة التضامنية مع بني عياش بالرباط وكانت سلمية وغيرهما من الاحتجاجات...
ثم كيف يؤاخذ الكل بجريرة البعض، فلا يمكن بأي حال تبرير حصار واقتحام أحياء بكاملها بناء على سلوك معزول لا تعرف خلفياته ولا من وراءه هذا من جهة، ومن جهة أخرى الضرورات تقدر بقدرها كما يقول الفقهاء، فالإفراط الكبير في استعمال القوة والاعتداء على الممتلكات العامة إتلافا وحرقا ونهبا دليل على أن الامور تدبر بليل.
من الواضح أن المخزن يريد أن يقول بطريقة أو بأخرى: إن ذلك الذي تسمونه الربيع العربي قد انتهى ولم يعد من اللائق أن يسمع صوت في الساحة غير صوته هو الذي يعلو ولا يعلى عليه...

السبت، 10 مارس 2012

محن دمشق: من يزيد إلى بشار



كأنه كتب على دمشق أن يحكمها الطغاة والجبابرة- عدا استثناءات قليلة طبعا- الذين يسفكون الدماء بالشبهة والنزوة ... هذه المدينة الجميلة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ والحضارة انطلقت منها أشد المؤامرات  التي استهدفت الأمة  واستقرارها ووحدتها وقيمها السامية ....... ويكفي أن نذكر في هذا الصدد، سقوط الخلافة ، أم الرزايا التي رزئنا فيها ، أقصد الخلافة الحقيقية القائمة على الحكم الراشد بكل ما يعنيه من سيادة للأمة -لا العائلة والعشيرة-وحرية وكرامة وعدالة اجتماعية وفصل للسلط ... ولقد سقطت أول ما سقطت وقضي عليها نهائيا، في عهد الدولة الأموية التي درج على تسميتها الكثيرين بالخلافة الأموية نسجا على منوال الفقهاء الرسميين، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى هذا النوع من الحكم بالملك العضوض في الحديث المشهور، حيث يورث الحكم كما يورث المتاع. ومنذ ذلك الانكسار العظيم في تاريخ الأمة وجرح الحكم ينزف إلى اليوم.      
فإذا استثنينا الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي يلقب بالخليفة الخامس  ، وحق له ذلك، فقد كان ورعا زاهدا عادلا، لا تأخذه في الله لومة لائم ، فإن البقية الباقية من حكام بني أمية إنما كان حكمهم قائما على الإكراه والجور والسيف المصلت على الرقاب ، ناهيك عن مظاهر الترف والبذخ والفجور الذي ساد في القصور، حيث أحيوا سنن كسرى وقيصر الدارسة، في كل شئ..... ويبرز من بينهم  يزيد حاملا للواء طغيانهم وفسادهم ، لما ارتكبه هذا الغر اللعوب من فظائع وجرائم تشيب من هولها الولدان ، وكان "الخليفة" و" أمير المؤمنين" كما يحلو للبعض تسميته، يشرب المسكر ويأتي المنكر، افتتح دولته بمذبحة فظيعة تقشعر لها الأبدان ، في حق آل البيت الكرام في كربلاء حيث قتل سيدنا الحسين رضي الله عنه، وعبث برأسه  وهو حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم وسيد شباب أهل الجنة، كما قتل الكثير ممن معه من آل البيت وغيرهم وسيق النساء الكريمات مساق الأسيرات  إلى الطاغية .... واختتمها بموقعة الحرة حيث استباح جنوده المدينة ثلاثة أيام وقاموا بارتكاب أفظع الجرائم ، فقتلوا الآلاف من السكان ونهبوا الأموال، وأحرقوا البيوت،واعتدوا على الأعراض....فلم يمهله الله إلا قليلا حتى أخذه أخذ عزيز مقتدر.
وما أشبه اليوم بالبارحة فها هو بشار الأسد يوزع الموت بسخاء على مدن سورية المختلفة ....  لا يميز بين الصغار والكبار ولا بين الرجال والنساء ولا يراعي إلا ولا ذمة ...تعذيب وتقتيل واغتصاب. يده الطويلة الباطشة مرتزقة وعصابات لا ضمير لها ولا قلب، تسمى رجال أمن وجيشا - حماة الديار- وإن هي إلا كائنات متعطشة للدماء، شحنت وشحذت بالأكاذيب والأوهام ممزوجة بطائفية مقيتة ونتنة .
ومع ذلك لا يجد الرجل وأعوانه أدنى حرج ، وهم يتحدثون عن الإصلاحات السياسية والمؤامرات.... التي تستهدف نظام الممانعة والمقاومة ؟....
هكذا يستأ سد طبيب العيون على شعبه ويذيقه الموت الزؤام بمساعدة ودعم إقليمي ودولي سافر. فروسيا والصين هما دولتان لا يهمهما في نهاية الأمر إلا مصالحهما، وهذا أ مر واضح ومفهوم وجار به العمل في عرف السياسة الدولية المفلسة في ظل إنسانية مثقلة بالأمراض والأعطاب...لكن المحير فعلا هو موقف إيران وحزب الله وأغلبية الشيعة الداعم لنظام السفاح المجرم ، ولا يمكن تفسير ذلك إلا بكونهم يدورون مع الطائفية حيثما دارت، لا مع مبدأ المقاومة والممانعة ودعم الشعوب ....وغيرها من الشعارات التي أسسوا عليها وجودهم و فلسفتهم وفكرهم . فكل مبرراتهم واهية ولا تستطيع أن تصمد أمام الحقائق على الأرض ، فمرة يتحدثون عن مؤامرة صهيونية لضرب ظهر المقاومة الذي كانت سوريا في زعمهم  تحميه وهو أمر مستبعد لان النظام الحالي أفضل للأعداء ما دامت مدخلاته ومخرجاته معلومة، ومقاومته متحكم فيها وتعرف حدودها، في حين لا يعرف بماذا ستجود الثورة...ولماذا لم يقولوا عنها أنها مؤامرة حينما حلت بتونس ومصر؟!.... ومرة يتحدثون عن الشباب الذين يفبركون الصور والفيديوهات ويضخمون الأحداث.طيب . لماذا لا يسمح لوسائل الأعلام بالدخول إلى سوريا لنقل الأحداث كما هي؟
لكن أصل البلاء الذي  يتجاهلونه هو أن النظام السوري مستبد وفاسد، يحكم بالحديد والنار، ولا يترك أي هامش للحرية، وهو مستعد أن يتحالف مع الشيطان من أجل أن يحكم ويسود، ولا يلقي بالا  للطوائف والمذاهب والأيديولوجيات، إلا إذا كانت ستساعده على التحكم والتسلط والسيطرة... ولأنه كذلك، فهو المسؤول ابتداء على كل العواقب الوخيمة التي ستلحق بالبلاد، سواء أكانت تدخلا خارجيا أو حربا أهلية.....   
فأين تراث سيدنا الحسين- أول شهيد سقط ضد استبداد الحكم – في نصرة المستضعفين والمظلومين ؟ أتراه لو كان حيا كان سيدعم نظام الأسد الدموي؟
  لعل من بركات هذا الربيع أن كشف حقيقة وتناقضات عدد من المفكرين والتيارات وحدود وضيق أفق مشاريعهم وفكرهم، وهم ما ظهر بشكل جلي  مع الانتفاضة السورية ليس من قبل أعدائها وحسب، بل حتى من قبل الداعمين والمتحمسين لها خاصة أولائك العلماء الذين تجتذبهم المعارك الطائفية والمذهبية كما تجتذب النار الجنادب، فهم لم يكونوا يوما ما ضد الطغاة والحكام الظالمين بل كانوا سندا لهم من حيث يدرون أو لا يدرون، ولم يتحركوا اليوم إلا بعدما تلقوا منهم الإشارة  تصريحا أو تلميحا، فمبدأ مقاومة الظلم غير متأصل فيهم .
لذلك ينبغي للشعب السوري أن يعول  بعد الله على نفسه، وعلى نفسه فقط، ولقد أوشكت قضيته أن تصير لعبة الأمم، فالقوى الغربية المنهكة بالأزمة الاقتصادية غير متحمسة لحل عاجل وسريع مادامت الأحداث لا تجري أطوارها على أراضيها ولا تستهدف مصالحها الحيوية، الأنظمة العشائرية الخليجية الداعمة تفتقد للإمكانيات اللازمة لردع النظام السوري، و لا تملك غير الأموال الطائلة، وبعض الصراخ والعويل هذا من جهة، ومن جهة أخرى فهي ينبوع الفساد والاستبداد...فلا يرجى منها خير وتدخلها في سوريا إنما هو تصفية حسابات وصراع حول النفوذ لا أقل ولا أكثر.

الأحد، 4 مارس 2012

حرائق متنقلة......







الاحداث الامنية الكثيرة التي تشهدها البلاد لا تبشر بالخير ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار التجاوزات الي ترتكبها القوات العمومية في حق المواطنين، والتي تترك جروحا غائرة في نفوسهم ....
لقد شاهدنا مواجهات في تازة وطنجة وسلا مراكش وأماكن أخرى .... وتبدو هذه المواجهات ككرة ثلج وهي تتدحرج خلال المدن ...فلا يعقل أن تنسب السلطات العنف والشغب إلى عموم الناس، بناء على تصرف معزول من طرف شاب أو مجموعة صغيرة من الشباب، لم تستطع أن تتحمل الظلم والحيف الذي طالها أو طال عائلاتها .... فتشرع في اقتحام  الاحياء والبيوت والتحرش بالنساء وتهديهن بالاغتصاب ، والامعان في إهانة وإذلال كل من يقع بين يديها ...إنه منطق غير سليم .لايمكن أخذ الجميع بجريرة احاد من الناس ...ثم إن الطبيعي أن تحمي السلطة المواطنين ولا ضير في أن تتحمل من أجل ذلك بعض الاستفزازات، لا أن تعمد هي إليها لا ستدراج الناس إلى العنف هذا من جهة
ومن جهة أخرى لا تنتطر من الساكنة أن تستقبلك بالورود ، بينما أنت تقتحم عليها بيوتها في الرابعة صباحا، تحت أزيز الجرافات المتحفزة لهدم ما تم بناءه بكد اليمين وعرق الجبين تحت بصر السلطات وسمعها  ....إن هذه السياسية أقل ما يمكن أن يقال عنها هي أنها عدائية، وهذا ما يحدث في حالة الحملة التي تقودها الداخلية ضد السكن العشوائي ،ولست أدري كيف تفتقت موهبتها عن هذه الفكرة في هذا الوقت بالذات؟... فهناك من يقول أن حزب العدالة والتنمية هو المستهدف من جهات ما، نافذة ، لتوريطه وضربه في الصميم ،أي ضربه في قواعده الانتخابية ورصيده الشعبي..... مادام هو المسؤول سياسيا في هذه المرحلة .... وهناك من أبعد وأوحش ، فاختصر الامر كله وحمل العدل والاحسان مسؤولية أي شئ يحدث في البلد!..... 
   

الأربعاء، 29 فبراير 2012

على هامش مسيرة البيضاء... المخزن هو هو...







للحق والحقيققة، العدل والاحسان كانت أول هيئة  دعت للمسيرة الشعبية المساندة للشعب السوري الذي يتعرض للتقتيل والتنكيل على يد النظام البعثي المقيت، ثم دخلت على الخط أحزاب وهيئات أخرى ، حتى الان الامر عادي جدا مادامت القضية تهم الجميع ومادامت الجماعة قد وجهت الدعوة لكل أبناء الشعب المغربي.
لكن ما إن تناهى إلى سمعي نزول المقدمين والشيوخ إلى الاحياء بأساليبهم المعروفة وتقاليدهم العريقة ، وانخراط القنوات الرسمية في التعبئة    
والترويج للمسيرة ، حتى داخلني الشك ولفتني حيرة شديدة تجاه هذه "الحركة"المريبة للداخلية وشركائها في الاعلام والمجتمع المدني .
لم تدم هذه الحيرة طويلا ، ذلك أنها تبددت يوم المسيرة إذ رأيت كيف جئ بأقوام وكائنات شبيهة بتلك التي زفت الدستور الاخير ب"الزطلة والفنيد" و"الزطوروطوا" التي كانت ترد علينا حينما نصرخ ليسقط الفساد والاستباد ب" عاش الملك".... 
وهكذا فهمت أشياء كثيرة :
أولها أن دار لقمان لاتزال على حالها أي أن المخزن بخير وأنه هو الدولة الحقيقية  والفعلية بينما الحكومة الحالية تلعب دور الكومبارس -مثل سابقاتها- في فيلم ردئ ، ومن قل العكس فليفسر لي مشكورا، استمرار نفس منطق الاشتغال القديم في التعبئة والتجييش،  دون أن ينسى تفسير كيف توافقت احتجاجات أصحاب الديبناج مع هذه المسيرة  ؟...
ثانيها أن الدولة لم تكن تسعى قط الى التصامن مع سوريا، والدليل أن كل المحسوبين عليها كانو يرفعون صور الملك وهم يهتفون بحياته ويرددون " لادجاج لا بيبي الملك هو حبيبي"، بل كانت اتسعى إلى إفشالها وتمييعها، حتى لا تحسب لصالح الجماعة عدوها اللدود. 
ثالثها أن المخزن فقد المبادرة على مستوى الشارع، وأصبح كل همه هو التشويش والمشاغبة ...بالمقابل أصبحت الجماعة هي صاحبة المبادرة والقدرة على التنظيم والتسيير.     

الاثنين، 27 فبراير 2012

باباعمرو والبقية





هي مدن أو هي أشبه بمدن أوعبارة عن أحياء كبيرة ....مجهولة، مهمشة، تعيش حالة من العزلة القاتلة منذ زمن بعيد ،لا أحد يذكرها بخير إن لم يذكرها بشر ، لكنها في لحظة أصبحت أشهر من نار على علم، ليس على المستوى القطري فحسب ، بل حتى على المستوى الدولي...
على رأس هذه المدن مدينة "سيدي بوزيد" التونسية التي انطلقت منها شرارة الكرامة الاولى...فأحرقت اليابس والاخضر حيث قضت على دولة بوليسية مقيتة،أو على رأسها على الاقل على أمل القضاء عليها نهائيا ....
من بعدها أخذت أخواتها المشعل ، وهكذا برزت السويس بمصر التي دفغت الثورة المصرية خطوات إلى الامام، بفضل جرأة بنيها وتضحياتهم الجسام ، فرغم أن ميدان التحرير كان ولا يزال رمز الثورة المصرية ، فإن السويس هي التي أشعلت فتيلها ونفخت فيها الروح في لحظات حاسمة.
وكذلك كان الامر مع مصراتة الليبية التي استبسلت في وجه الة القمع القذافية استبسالا معجزا


وفي اليمن اكتشف الجميع مدينة اسمها تعز بصمود شبابها واعتصاماتهم الاسطورية، وتجملهم بالصبر الجميل رغم كل ما فعلهم بهم العبد الطالح وعسكره....
وهاهو بابا عمرو الحي الذي سيخلده التاريخ بحمص  الابية ، يمشي على هدى أخواته ، وهو يرسم ملامح مستقبل زاهر بدون ال الاسد الذين طغوا في البلاد وعاثوا فيها فسادا منذ وضعوا يدهم على الحكم ...بابا عمروا يتعرض لقصف كثيف واقتحام للبيوت وترويع للاهالي، ناهيك عن القناصة الكامنين في السطوح الذين يطلقون النار بجنون على أدنى حركة مشبوهة.... 
إنه الزمن العربي البئيس،حيث تضطر بلدات ومدن بكاملها للتضحية  بكثير من الدماء الممزوجة بالاحزان والاوجاع ، كي تعلن عن نفسهاـوتلفت النظر إليها وتكتب تاريخها ومستقبلها ومستقبل أمة ظلت تعيش لقرون تحت الوصاية والتبعية والتخلف والفشل الذي تحصده في كل ميدان.


السبت، 25 فبراير 2012

إلى الرميد : بارك الله في أعضائك حيا وميتا

لقد كنت مناضلا جسورا ، شرسا، لا تلين له قناة خلال معاركك الكثيرة التي خضتها ضد الفساد والاستبداد ...  اليوم أ نت في موقع السلطة والقرار ، طبعا ليس كل السلطة ولا كل القرار بيدك ، ومادمت قد رضيت بذلك، فإنك مطالب بإسقاط تلك الاصنام ومن وراءها... التي أهانت الناس واحتوشت الاموال ونهبت الثروات من غير وجه حق .
أيها الوزير إنك أمام الامتحان حيث يعز المرء أو يهان ، فإما أ ن تواصل حروبك "المقدسة" ضد الفاسدين والظالمين التي بدأتها أيام كنت في المعارضة، وإ ما أن تستسلم وترفع الراية البيضاء أمام تلك الكائنات "المفترسة" التي تعرفها جيدا، وقريب من النصر أن تعلن في حالة عجزك عن ذلك صراحة وتستقيل . طبعا لكل موقف من هذه المواقف ثمن .
إن إعلانك تبرعك بأعضائك بعد وفاتك، هو التفاتة إنسانية محمودة منك ، تنسجم مع شخصك ومواقفك وتاريخك، لكن - كما تعرف- فإن المغاربة أكثر ما يهمهم هو استرجاع أعضاء ثمينة وغالية ظلوا يبحثون عنها منذ زمن بعيد ، هذه الاعضاء تعتبر قوام حياة إنسانية كريمة ومحترمة، وهي الحرية والكرامة والعدالة، وسيكونوا  شاكرين لك إذا ساعدتهم على انتزع هذه الحقوق، وسيخلدون ذكراك إلى الابد ...أما الاعضاء الجسدية فهناك أناس كثر مستعدون للتبرع بها .      



الاثنين، 20 فبراير 2012

حتى أنت ياغيريتس

لم يكف غيريتس الفشل الذريع الذي حصده في كأس إفريقيا الاخيرة ، حيث عجز عن التأهل للدور الثاني، رغم أنه يتوفر على مجموعة مرصعة بالنجوم الذين يلعبون لاندية كبيرة بأوربا، ورغم الامكانات الكبيرة التي وضعت تحت تصرفه...لم يكفه هذا الفشل فزاد عليه بعنجهيته وغروره المقرف....ففي حوار له مع "أجوردوي لواروك" لم يتردد في وصف المدربين المغاربة بالفاشلين ، كما هاجم الصحافة  وقال أيضا أنه أن ماحققه مع الفريق الوطني حتى الان هو الانجاز الوحيد اليتيم الذي لم يسبقه إليه أحد - ويظهر أن الرجل يجهل تاريخ الكرة المغربية جهلا مطبقا- وقد نسي أن الزاكي وصل إلى نهاية كأس إفريقيا 2004.... 


لكن الملامة لا تقع على الرجل بقدر ما تقع على هؤلاء التافهين الذين يسيرون شؤون البلد    
لان غيريتس لو أنه عرف أن سيكون لكلامه هذا عواقب وخيمة لما نبس ببنت شفة، أهان سمعة البلد ومرغها في الوحل في المحطة الافريقية ، وكان من المفروض أن يقدم الاستقالة كأي مدرب يحترم نفسه لما عجز عن الوفاء بوعده الذي قطعه على نفسه بمحض إرادته...وهاهو يهين أبناءه  ويتحداهم ، ومعهم الشعب بأكمله...
أعتقد أن الرجل أصبح من فصيلة المقدسين،في هذاالبلد، رغم أنه من الافرنج الذين شنقوا المقدس منذ قرون....كيف لا وقد أصبح راتبه سرا من أسرار الدولة! .... 

الأحد، 19 فبراير 2012

رسالة عاجلة إلى الداعية وجدي غنيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
سيدي الكريم
 لقد تابعت زيارتكم لتونس ومارافقها من ضجيج ولغط ...وقد كان من الممكن تفادي كل ذلك لو قدرتم الموقف ، واستحضرتم حساسية المرحلة وخصوصية الزمان والمكان ، وفوتم بالتالي الفرصة على أناس يصطادون في الماء العكر ولا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب...
لقد وجهت لكم الدعوة جمعيات سلفية حديثة العهد بالحرية ، بعد سنوات الكبت والحصار التي مارسها بنعلي على عموم الشعب التونسي..
وقد استقبلتكم استقبال الابطال والفاتحين ، وحضرت محاضراتكم جماهير غفيرة ومتحمسة وهي تهتف الله أكبر ... في ظل هذه الاجواء المثيرة أطلقتم كلاما لم  يتحمله الكثير من التونسيين - ومن بينهم الاسلاميين طبعا - لما له من تبعات سياسية وثقافية في دولة عاشت لسنوات طويلة في ظل العلمانية المتطرفة، حتى اكتسبت كثير من تياراتها حساسية مفرطة تجاه الدين
سيدي
تكلمت في أشياء كثيرة متعلقة بالاسلام،لكن للأسف لم تمس روحه ولا مقاصده ولا أولوياته ...تكلمت سيدي عن النقاب وهو مسألة خلافية، وتكلمت عن اللحية وهي مظهر من مظاهر الاسلام وعلى أهميتها تبقى مظهرا فقط ، وضاعت منك الحكمة نهائيا حين تناولت مسألة ختان النساء في بلد مثل تونس له تقاليد وثقافة مغايرة تماما للدول التي تنتشر فيها هذه العادة .
إننا نحفظ لك مواقفك النبيلة والشجاعة تجاه فلسطين وغيرها من قضايا الامة ، وكذا صدعك بالحق في وجه الحكام العرب الطغاة ، في الوقت التي كانت فيه التيارات السلفية التقليدية ، تنعت المطالبين بتغييرهم سلميا بالخوارح ودعاة الفتنة....
سيدي
اعذرني إن قسوت عليك، فلقد أبعدت وأوحشت ، وكان عليك أن تراعي خصوصيات البلد وعلماءه وكباره خاصة وأنك ضيف.

تونس بالكاد تلملم جراحها بعض الثورة المدهشة التي أطاحت بالطاغية بنعلي ، وهي تعاني اليوم من مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية، لذلك فهي  تحتاج في هذه المرحلة الحرجة إلى الخطاب الوحدوي الذي يجمع ولا يفرق ويروج للمشترك، كالعدالة والحرية والكرامة ويستدعي أسباب الاستقرار والاستمرار
لقد كنت سيدي في حضرة مفكر إسلامي كبير اسمه راشد الغنوشي ، وهو مؤسس الحركة التي تولت أمر البلد ، وكل الرهان عليها لانقاذه وانتشاله ...وكان عليك أن تراعي هذا الرجل ومدرسته  ومنهجه ، اقتداء بالفقهاء الكبار الذي كانوا يمسكون عن الفتوى عندما يحلون بأرض فيها من هو ند لهم أو من مؤهل لذلك على الاصح.
كنت أتمنى أن ترد على الذين هاجموك بالرحمة الي هي جوهر هذا الدين ولكن للاسف قلت لهم "موتوا بغيظكم " التي هي بعيدة عن هذا الدين .         

السبت، 18 فبراير 2012

المعذبون في الأطلس


نسجا على منوال الكاتب المصري طه حسين ، الذي عنون كتابه القصصي ب" المعذبون في الأرض" وقد قص فيه معاناة المصريين الفقراء والبؤساء والمرضى والمعدمين...  نسجا على منواله عنونت هذا المقال ب "المعذبون في الأطلس"، لما رأيت أن لهم مكانة "محترمة" بين معذبي طه حسين.

لقد توالت التقارير والتحقيقات والصحفية وحتى بعض الروبورتاجات الرسمية ، التي تناولت محن سكان الأطلس المتوسط ، مع الثلوج والبرد والصقيع الذي يضرب هذا المجال المغربي العميق كل سنة ، وقد زادت حدته هذه السنة مع موجة البرد التي تجتاح  المجال المغربي ككل.

وإن كان من فضل لهذه الحالة المناخية الموسمية، فإنه يتجلى في تذكير الناسين أو المتناسين ، أن هناك أقواما منا ويعيشون بيننا ، شاءت لهم الأقدار أن يروا النور في المغرب العميق أو المغرب غير النافع بلغة المستعمر الفرنسي ، يعانون من الإقصاء والتهميش و"الحكرة" ليس فقط في فصل الشتاء والبرد ،وإنما طيلة الفصول الأربعة وعلى  مدار السنة، نظرا لانعدام أدنى ضروريا ت الحياة الإنسانية الكريمة ، حيث تفتقد المنطقة إلى أبسط الخدمات الأساسية والتجهيزات والبنيات التحتية الضرورية ، وحتى إن توفر بعضها، فإنه لا يعدو أن يكون وجوده شكليا، كمدرسة وحيدة معزولة في رأس جبل ، متروك أمرها لضمير أستاذ مغلوب على أمره، أو مستوصف وممرض وحيد لا حيلة له في غياب أدنى الإمكانيات.... هذا في الوضع الطبيعي ، أما  في فصل الشتاء حيث البرد والصقيع، فالحياة تتعطل بشكل كامل.فكل واحد يغلق باب بيته أو باب كوخه على الأصح ، بعد أن يكون قد جمع من حطب التدفئة ما قدر له أن يجمع.

تصور كيف يكون حال امرأة يفاجئها مخاض الوضع في ليلة ليلاء من ليالي يناير أو فبراير ، وهي بين مطرقة ألم الوضع الذي يعصر جسمها النحيف و سندان لسعات البرد الذي يجمد الدم في العروق والثلوج التي تحاصرها من كل اتجاه... زوجها حيران تائه عيناه تدور في محجريهما لا يهتدي إلى مخرج ، وقد ملأ  أنين الزوجة وصراخها المكان ... اسأله عن الدولة أو التنمية أو ما شابه...إن شئت، وستسمع الجواب: "ماعندنا غير الله"
تصور حال طفل يخرج باكرا إلى مدرسة بعيدة جدا، وهو يمشي وحيدا كأي جندي مخذول.. بالكاد يحمل رجليه ، يحذر أن تخذله إحداهما فينزلق، بينما هو ينتقل من مسلك وعر إلى من هو أشد منه وعورة......
 تصور حال فتاة لم يتجاوز عمرها 16 سنة ، قد تزوجت وأنجبت، وانتهى الأمر، وهي الآن منهمكة في عملها، تجلب الماء أو الحطب من مكان بعيد،وتحمل طفلا على ظهرها وتجر آخر...
إن الناظر في حال هؤلاء، من ناحية ملبسهم ومأكلهم ومشربهم ونمط حياتهم ، لن يتردد لحظة في اعتبارهم بقية من بقايا مونوغرافيات المغرب القرن 19 الذي وصفه الرحالة والمغامرين الأوربيين في إطار عملية استكشافهم له تمهيدا لاحتلاله.

هذا هو حال جزء مهم من مغرب القرن 21 ، مغرب المهرجانات التي لا تنتهي إلا لتبدأ، والمناسبات الكبيرة والضخمة حيث الأموال تصرف بسخاء على فنانين تافهين
يحسنون كل شئ إلا الفن...كما تصرف على محطات سياسية مزيفة...مغرب يعجز عن كشف راتب خيالي لمدرب كرة قدم فاشل !...
هذا هو الأطلس الذي لا يتذكره أحد إلا في معرض الحديث عن تنوع وغنى المغرب التراثي والفولكلوري....أو أثناء الحملات الانتخابية ، حيث يستعيد تجار السياسة نفاقهم عفوا نشاطهم، فتسرج لهم الحمير والبغال، فيطوفون على المساكن المتناثرة في الجبال والسهول ، وبعدما يوزعون على البسطاء ابتسامات النفاق والشقاق، ويغدقون عليهم بالوعود والأماني... يعودون أدراجهم إلى أحيائهم الراقية و فيلاتهم الفخمة ، ولا يحتفظون بشئ من تلك الذكرى غير الصور التي التقطوها مع "المخلوقات العجيبة" من أجل التسلية وربما للتباهي بها أمام الأصدقاء والأعداء بصفتهم مناضلين حقيقيين، استطاعوا الوصول ذات يوم إلى عمق المغرب غير النافع. 
   

  
 
   
  

السبت، 4 فبراير 2012


                                  محمد رسول الله


أهلت علينا الذكرى العطرة، ذكرى ولادة خير الانام ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وإخوانه وحزبه ، حيث عبق النبوة والرسالة والسيرة العامرة بمواقفه ورحمته وشخصه الكريم الذي كان يملأ المكان بالنور والهداية...صلوات ربي وسلامه عليه ....أسال الله عز جل أن يجعلنا من إخوانه في الدنيا، ومن جلسائه في الاخرة. امين

"تازة قبل غزة في القمع"


هذا العنوان استعرته من أحد المحتجين الذي كتبه على  ملصق صغير، ساخرا سخرية سوداء من  أصحاب مقولة "تازة قبل غزة " التي روجت لها جهات نافذة في الدولة، ردا على الحراك الشعبي المغربي المساند للقصية الفلسطسينية بصفة عامة وقطاع غزة بصفة خاصة، الذي كان يتعرض وما يزال للحصار والدمار، من طرف الكيان الصهيوني ومن والاه من الإخوة والأعداء.

تازة تنتمي الى المغرب العميق أو المغرب غير النافع بلغة الاستعمار، الذي انسحب عسكريا ، وبقيت سياسته واستراتيجيته راسخة في نفوس خلفائه على أرضنا ، ممن تعلموا في مدارسه وتربوا في أحضانه... يتوارثون وصاياه أبا عن جد وجيلا عن جيل...لذلك نرى هذا التفاوت الجهوي الفظيع : جهات تعرف نوعا ما  حركية اقتصادية واجتماعية، على علاتها وأمراضها المزمنة، وأخرى تعيش في عزلة تامة ، يقتلها التهميش والإقصاء وظلم ذوي القربى ، لا يتذكرها أحد إلا في معرض الحديث عن تنوع المغرب الجغرافي وغناه التراثي والفلكلوري!...

هذا الوضع المزري لم تنفع معه كل إجراءات الدولة والقائمة أساسا على سياسية الترقيع والبريكولاج، وحتى تلك التي  رافقها ضجيج كثير، ولغط إعلامي كبير ،فصورت على أنها  هي الخلاص والمنقذ من هذا الوضع المتأزم ، كما كان الشأن مع سمي بالمبادرة الوطنية للتنمية المباشرة ، فشلت في تحقيق المبتغى، والتي  يمكن أن نقول عنها أنها كانت ثورة في فنجان ، والدليل تذيل المغرب لسلم التصنيف الذي تضعه التقارير الدولية للتنمية البشرية إذا يحتل المغرب الرتبة 15 ضمن 20 دولة عربية مصنفة حسب تقرير 2011 ، وجاء ترتيبه 130 ضمن 181 دولة
وتراجع 16 درجة بالمقارنة مع تقرير 2010.
 
وفشلت هذه المبادرة، ليس فقط لأن مجموعة من لصوص المال العام والانتهازيين اعترضوا طريقها فحولوها لتنمية ثرواتهم الخاصة...ولكن أيضا –وهذا هو الأهم-
لانها كانت جوابا خاطئا عن سؤال المرحلة الذي كان يفرض تغييرا سياسيا حقيقيا ، يقطع مع منطق الوصاية على الشعب ، ويفكك البنية المخزنية القابضة بيد من حديد، على كل مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إن من شأن هذه السياسات الرسمية الممعنة في الإذلال والاهانة و"الحكرة" أن تنتج ردود أفعال متطرفة وراديكالية، تهدد وحدة البلاد واستقرارها وتماسك نسيجها
الاجتماعي ، فأن يقول مسؤول أمني لأبناء تازة "إلى كنتو صحراوة نخدموكم !  "
فهذا معناه حسب الخفي والظاهر من هذا الكلام هو: يا أبناء تازة عليكم أن تكونوا مثل أسيادكم الصحراويين الذين يحملون السلاح و يطالبون بالاستقلال، إذا أردتم أن تلفت إليكم الدولة وتستجيب لمطالبكم الخبزية. وإذا عم هذا المنطق وشاع، فسيصبح
الوطن شذر مذر، في ظل المخزن الضامن لوحدة البلاد والعباد! .
  واليوم بعد أن استحلت القوات المخزنية مدينة تازة ، حيث حاصرت الأحياء واقتحمت البيوت وعبثت بأثاثها واعتقلت أبناءها وطاردت الباقي خارج المدار الحضري إلى الغابات المجاورة.... من حقنا أن نسأل أصحاب مقولة "غزة قبل تازة"
ما مصير هذه الفكرة الخلاقة ؟ وكيف استبدلتم الاهتمام وإعادة الاعتبار بالقمع والحصار؟
     
    
 
   


السبت، 28 يناير 2012

زيدون الذي أحرقوه .


لم يكن الفتى الطيب يدري ، وهو يقفز من عل ، لكي يحضر الطعام لزملائه المعتصمين ، بملحقة وزارة التربية الوطنية بحي الليمون بالرباط، بسبب إقصائهم من محضر 20 يوليوز، وقد طال عليهم أمد الجوع ونالت عضته منهم منالا شديدا، بسبب الحصار التي ضربتهم عليه السلطات، حيث منعت عنهم الماء والخبز  والدواء !؟..... لم يكن يدري أن تلك الحركة النبيلة ستكون آخر عهده بهذه الحياة أو بهذا الزمن المغربي البئيس على الأصح ...
لم  يكن أحد ليقوم بذلك في حضوره، وهو من هو، في نكران الذات والخدمة والسعي في حوائج الناس...
بينما هو منطلق لتسلق السور حاملا بعض الطعام الذي التي رمت بها المجموعات الأخرى للأطر العليا المعطلة ومجموعات المجازين بالقرب من معتصمهم ، بينما هو منطلق وقد داهمته قوات القمع، إذا بزميله محمود الهواس يشعل النار في نفسه فهب لنجدته ، ناسيا أنه هو الاخر قد صب البنزين على جسده.
كان يلوح بكلتي يديه في محاولة يائسة عساه يطفئها، لكنها امتدت إليه ونشبت في  جسمه النحيف فانفلت من حرها يركض بجنون.... هكذا التهمت النيران تلك الروح الطيبة المرحة، وغيبت تلك الابتسامة الساحرة المتلألئة إلى الأبد.
زيدون الشاب الخلوق المتواضع، حاصل على شهادة الماجستر في القضاء والتوثيق، وحافظ لكتاب الله عز وجل، أثر رحيله في الجميع، وبكاه القريب والبعيد، وقد توافقت الشهادات في حفل تأبينه واتفقت على سمو أخلاقه وخصاله، ما جعله يتربع على عرش قلوب جميع زملائه وأصدقائه . 
   زيدون لم يحرق نفسه بل أحرقوه.
 الذين أحرقوه هم الذين أعطوا الأوامر بمنع الطعام والماء والدواء من الوصول إلى الأطر المعتصمة ...
الذين أحرقوه هم الذين أعطوا الأوامر بقمع المعطلين ، أثناء محاولتهم إطفاء النيران المشتعلة في الأجساد الطرية... وإن تعجب فعجب ما حكاه أحد زملائه في شريط مصور ، قال : طلبنا من رجال الإطفاء إسعافهم ، فقالوا : لا نستطيع  أن نتحرك بدون أوامر !...
هؤلاء ومن خلفهم هم الذين أحرقوه وأحرقوا الوطن من أقصاه إلى أقصاه، هم المسؤولون عن كل الفواجع التي حصلت، لم يكفهم نهب الوطن وسرقته ، والعبث بمستقبله، فراحوا يقتلون خيرة أبنائه ، مرة بشكل مباشر ، ومرة بشكل غير مباشر حينما  يدفعونهم إلى ذلك دفعا : من منا  يستطيع أن ينسى مشاهد عشرات الجثث  الهاربة من الوطن، التي كانت تلقي بها بحارنا بين الفينة والأخرى...  البارحة بالماء واليوم بالنار وغدا لا ندري بما وكيف سيقتلولنا ؟...
 وبعد كل الذي حدث، لم تجد بعض الأقلام المسمومة- كعادتها- أدني حرج في أن تنفث سمومها  في الجراح المثخنة، متناسية أن دورها هو الكشف أصل الداء وجذوره ، ومثلها فعل بعض السياسيين الخائفين على سلطة لا يملكون مدخلاتها ولا مخرجاتها، ومع ذلك يحتجون ويشجبون سعي البعض إلى تسييس ملف المعطلين ، وكأنه ليس مشكلا سياسيا بالدرجة الأولى ...  الذين يسمون أنفسهم علماء، هم أيضا انخرطوا في هذه اللعبة ، وقد أمروا أن يدوروا مع القرآن حيثما دار لا مع السلطان، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
رحل زيدون ، لكن ذكراه ستبقى خالدة وشاهدة على ظلم ذوي القربى، وقسا وتهم وفسادهم...
كان الله لأمه التي فجعوها في فلذة كبدها، وزوجته رفيقة دربه، وأحبته، المؤكد أن صرخاتهم ودعواتهم ستبقى لعنة تلاحق هذه المنظومة المخزنية الفاسدة حتى تذهب ريحها .
   رحمك الله من شهيد.
 (إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) سورة هود    


  

الاثنين، 16 يناير 2012

المغرب على صفيح ساخن


أمر المغرب محير فعلا : فمن يتابع أخبار الإعلام الرسمي والحزبي وما والاهما... سيعتقد لأول وهلة ، أن الأمور على ما يرام، حيث الحد يث عن المسار الإصلاحي الرسمي، وما تلاه من انتخابات، وإعلان لحكومة جديدة، التي أفرج عنها بعد مسلسل طويل من التشويق والإثارة، لا يزال يملأ الأفاق ، ويقدم على أ نه حدث ديمقراطي حضاري استثنائي يزري بأحداث الجيران حيث الدماء والأشلاء والفوضى  والفتن ! ... في مقابل هذه الصورة الرسمية  التي تتفنن الآلة الإعلامية الموجهة في تسويقها، نجد صورة أخرى مخالفة للأولى تماما، صورة قاتمة لواقع مغربي لا يرتفع، حيث الاحتجاجات في كل مكان سواء منها ذات الصبغة السياسية أو الحقوقية أو الاجتماعية...المواقع الاجتماعية، وبعض المواقع الإخبارية هي  الرائدة في نقل هذه الصورة وإبرازها باعتبارها حقيقة مغرب اليوم. وهذه المشاكل على تنوعها وكثرتها، يبقى مشكل البطالة هو الأكثر مأسوية وسوداوية ، خاصة بطالة فئة المجازين .      
فالمتابع اليوم لمسار نضال هذه الشريحة التي تشكل نسبة مهمة من مجموع الشباب المغربي  حتى إن البعض يقدر أعدادهم بعشرات الآلاف ، قلت الناظر في مسارها النضالي وكيف تبلور وصار ذا وزن لا يستهان به سواء من حيث امتداده الجغرافي أو تصعيده الميداني ، يوشك أن يخرج بقناعة مفادها أننا أمام حركة احتجاجية مربكة ومزعجة للسلطة ، سواء على المستوى المحلي أو المركزي .
الحكومة أمامها تحديات كثيرة ومتشعبة، لكن يبدو أن الدور الأساسي الذي أريد لها أن تلعبه وتقوم به أحسن قيام هو دور "الاطفائي" لحرائق الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية، وها هو السيد بنكيران رئيس الحكومة، يعطي الدليل تلو الدليل،  ففي ظرف وجيز نزل ثلاثة مرات إلى الميدان لمحاورة المعطلين وطمأنتهم، وهذه الإجراءات على رمزتها وإيجابياتها لا تغني ولاتسمن من جوع، ذلك أن مشكل البطالة في المغرب أعمق وأعقد من أن تحله لقاءات المجاملات وتطييب الخواطر وإطلاق الوعود... ، فالمطلوب من رئيس الحكومة هو منازلة حكومة الظل ومحاسبة المفسدين الكبار واسترداد أموال الشعب المنهوبة... وممارسة صلاحيته كاملة ،رغم أنها هامشية، ما دام أنه قد اختار أن يسلك هذا المسلك الضيق، أما مسلك البساطة والتواضع الذي يتبعه هو ووزراء حزبه ، باعتباره سلوكا سياسيا جديدا، رغم أنه أمر مطلوب ويحسب لهم، إلا أنه لن يكون حاسما في التغيير المنشود، بل هو مكمل له فقط .   
إن إدارة السلطة ظهرها لهذه الشريحة وإمعانها في ممارسة سياسة الهروب إلى الأمام ، قد يعقد الأمور ويؤزمها أكثر فأكثر ، ذلك أن مرور الوقت وانصرام الأيام وتمكن الإحباط واليأس من النفوس وقمع  السلطة المتكرر لتحركاتها ، كل هذه العوامل قد تقود إلى تبلور أفكار جديدة ومطالب جذرية وراديكالية قد تتجاور ما هو اجتماعي إلى ما هو سياسي ، وقد علمتنا الأحداث أن الناس يخرجون إلى الشارع من أجل الخبز ثم فجأة يكتشفون أن لا سبيل لتحقيق ذلك إلى بالمرور عبر بوابة السياسة والمطالب السياسية ، وأحداث الجيران ليست منا ببعيد...الأحداث عندنا أيضا تتلاحق وتتسارع وتأخذ في كثير من  الأحيان أبعادا خطيرة ، خاصة في ظل أجواء الاحتقان الاجتماعي والسياسي السائدة في البلد ويزداد الوضع خطورة في المدن الصغرى حيث الناس في التحام تام مع هموم المدينة وأبنائها ، ولا يمكن لهم أن يتحملوا القمع المخزني –الرمزي والمادي-  لذويهم إلى الأبد ، وكل دخول  للأهالي على الخط  يعني انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة واختلاط الحابل بالنابل ، وأحداث تازة الأخيرة ومن قبلها أحداث  أسفي وخريبكة  خير دليل على ما نقول ، فالنار تقترب من الحطب ، وليس في كل مرة تسلم الجرة ؟
قد يقول قائل ، ليس بمقدور الدولة إيجاد مناصب شغل لهذا العدد الهائل من المعطلين بالنظر إلى الظرفية الاقتصادية المحلية والعالمية، قد نختلف أو نتفق مع هذا الرأي ، لكننا لن نختلف حول مسؤولية الدولة عن إنتاج هذه الوضعية ، حيث ظلت تتفرج منذ تسعينيات القرن الماضي على أفوا ج من المتخرجين دون أن تتدخل سواء على مستوى إصلاح المنظومة التعليمية الفاسدة إصلاحا جادا ومسؤولا أو على مستوى إعادة تأهيل ودمج  هؤلاء المتخرجين.
  وأضعف الإيمان اليوم ، هو الجلوس  إلى طاولة الحوار بكل جدية ومسؤولية ، بعيدا عن كل محاولات الاختراق والاحتواء من أجل الوصول إلى حلول معقولة ومقبولة .