Pages

الجمعة، 13 ماي 2011

قسوة قلب

تصرخ وتصرخ وتصرخ ولا مجيب ،تبكي وتنتحب ولا من يسمع النحيب؟ تهوي عليها بالضربات كما يهوي الحداد على الحديد… 
- والله ما فعلت شيئا 
- بل فعلت أفاعيل أيتها المعتوهة لم تركت النوافذ مغلقة؟
- لقدنسيت
- نسيت فخذي إذن….
تمسكها من شعرها المتشعث المغبر ثم تصفعها على خدها الأيمن ثم الأيسر. يجن جنونها فتصفعها على صفحة وجهها كيفما اتفق. أنفها يقطر دما كصنبور لم يغلق بإحكام ، فلما أعياها الصفع ركلتها ودفعتها بعيدا

الطفلة ملقاة على الأرض كأنها شئ من الأشياء التافهة التي تعكر صفو هدا البيت الفخم الضخم
المتناسق المتناغم، فهي النقطة السوداء الوحيدة فيه ما أن تراها حتى تنقبض نفسها مع أنها محرك البيت الوحيد الدي لا يتوقف عن الحركة في المطبخ تنظف وتغسل ركام من الأواني ، وفي غرفة الجلوس ترتب وتعدل وفي غرفة النوم و..و..و

ممددة على الأرض كأنها جثة هامدة تنظر نظرات كسيرة حسيرة إلى ذلك الرجل الجالس على أريكته نشطا مرتاحا ؟كأني بها تستنجده لينقذها من بطش زوجته . حولت نظرها عنه وسرحت بعيدا تذكرت أمها ،أباها ،إخوتها الصغار… قريتها النائية حيث المغرب العميق أوالمغرب غير النافع كما كان يسميه الاستعمار ،تذكرت المدرسة وتلامذتها وكيف استبدلت مقاعد الفصلبالمطبخ ومشتقاته… لكن هيهات هيهات حتى مجال الذكريات والاحلام يضيق هنا وربما كانت هذه اللحظات هي الانسب والمتاح ،فهاهي السيدة المصونة ذات الشأن والباع مقبلة حاملة في يدها أداة العذاب .قضيب قد احمر من فرط ما وضع على النار، صرخت الخادمة المخلصة صرخة اهتز كل من حولها إلا قلب القاضي وزوجته ؟ اللذان لا يتفقان على شئ اتفاقهما على تعذيبها، صرخت لأنها تعلم حق اليقين أن هذه الحصة هي الأشد والانكى بل هي العذاب بعينه .أمسكاها جيدا وجعلاها أرضا كأنها أضحية عيد ثم شرعت هي في ممارسة هوايتها المفضلة حيث استعرضت جسدها النحيف كيا ،ولم يسلم منه حتى جهازها التناسلي، كل هذا العذاب لأنها نسيت أن تفتح نوافذ غرفة النوم

وبمجرد ان تركاها واختفيا عن أنظارها، نهضت وانطلقت تجر آلامها وجراحها مهرولة لاتلوي على شئ تبحث عن الخلاص .عالجت مزلاج الباب برفق. خرجت على وجهها تضرب في التيه ثم اهتدت إلى أقرب الجيران الذين توسمت فيهم خيرا ،فحكت لهم حكايتها بكل تفاصيلها ولم يكونوا في حاجة إلى شاهد إثبات ،فلطالما سمعواصراخا ونحيبا خاصة حينما يجن الليل ،فالآن فقط علموا مصدره وسببه فأخذوها فورا إلى مركز الشرطة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق