Pages

الخميس، 5 ماي 2011

إشكالية السوسيولوجيا الكولونيالية "المغرب نموذجا"

أنجزت دراسات كثيرة حول المغرب قبيل الاستعمار وبعده، وقد تنوعت هذه الدراسات بين جغرافية واقتصادية وسوسيولوجية واتنوغرافية وانتربولوجية، وسميت إجمالا بالأدب الكولونيالي.
وسنتطرق في هذا المقال للسوسيولوجيا الكولونيالية باعتبارها رأس حربة هذا الأدب والأكثر إثارة للجدل ،لتناولها لقضايا حساسة، كتركيبة المجتمع وهياكله السياسية و الدينية والعرقية، ومع كون هذه  الكتابات اعتبرت مرجعا مهما لتاريخ المغرب الاجتماعي، فإنها تعرضت لانتقادات شديدة بسبب طابعها الإيديولوجي وخلفيتها الاستعمارية مما طعن في مصداقية كثير من حقائقها حسب منتقديها، زد على ذلك عدم اتسامها بالمنهجية والعلمية، خاصة قبيل الاستعمار حيث المعطيات في الغالب تعتمد على روايات الرحالة أو الأسرى أو القنا صلة…وبعد الاستعمار  غابت المنهجية والعلمية لصالح إملاءات ورغبات المستعمر حيث الصور الاختزالية و التعميم.
و من ناحية أخرى، فقد سجلت هذه المرحلة تداخلا كبيرا بين العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، حيث البحوث الاقتصادية والجغرافية  من جهة، والبحوث السوسيولوجي والانتربولوجية من أخرى. كل هذه العوامل ساهمت في صنع إشكالية السوسيولوجيا الكولونيالية حول المغرب، بحيث طرحت أسئلت كثيرة حول مساهمتها في دراسة المجتمع المغربي ،وكذا عن بداية هذه السوسيولوجيا؟
وكان طبيعيا أن يختلف الباحثون حول الإجابة عن هذه الأسئلة المطروحة باختلاف قناعاتهم واهتماماتهم ،يعتبر أندري ادم السوسيولوجيا الكولونيالية ذات أهمية بالغة من حيث الحضارة والمعرفة بصفة عامة، باعتبارها واضعة التصميم لكل فكر سوسيولوجي ممكن بالمغرب ،أما جاك بيرك فيعتبرها غير مساهمة في دعم النظرية السوسيولوجيا العامة  بكيفية  ملموسة. وتبعا لذلك اختلف السيوسيولوجيون المغاربة حول جدوائية هذه الأبحاث والوثائق الرسمية التي خلفتها الإدارة الاستعمارية، بين من يرى فيها ثروة ينبغي تحصيلها باليدين دون نقد ولا تمحيص و بين من يرى فيها إنتاج استعماري يجب رده جملة وتفصيلا بشوفينبة وطنية مبالغ فيها،ويبقى التعامل العلمي مع هذا الإرث السوسيولوجي هو التحدي الأكبر لما يتيحه من فرص الاطلاع على وثائق وأبحاث حول بنيات المجتمع، وذلك عمل شاق يطلب أن تنصرف إليه جهود الباحثين الذين تستهويهم الموضوعية والعلمية لا الانسياق مع العواطف والإيديولوجيات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق