Pages

السبت، 14 ماي 2011

مفهوم التربية لغة وسوسيولوجيا

لغة :
يعتبر مفهوم التربية من المفاهيم الشائعة والمتداولة بين الجميع منذ القدم وهذا المعطى جعل البعض يعتقد ان تعريفه وتحديده في متناول الجميع، ، ولكن سرعان ما يتبدد هذا الاعتقاد ويدرك المرء أن تعريف التربية هو من قبيل السهل الممتنع، لذا نجد أدبيات التربية تزخر بتعاريف كثيرة ومختلفة ، تعود إلى دلالات عدة:
كلمة التربية مصدر الفعل (ربّ) ومنه الرب ويطلق في اللغة على المالك والسيد والمربي والمصلح والمنعم، ولا يقال الرب لغير الله إلا بالإضافة مثل: رب البيت، رب الأسرة، وهكذا. ويرى عبد الغني عبود[1] أن التربية لغة ترادف التنمية، ولذا قيل: إن التربية تعني التعليم حتي يستطيع الإنسان أن يعيش حياة أفضل، لأن هذا التعليم يؤدي إلى تنمية الشخصية، أي تنمية قواه الجسدية والعقلية والخلقية. كما يعرف الراغب الأصفهاني (الرب) أنه في الأصل التربية، وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حد التمام.[2]  
وفي المعجم العربي الشهير ” لسان العرب” لابن منظور الذي يعرف التربية في بعدها الاشتقاقي وبطريقة فيها نوع من الدقة والتفصيل، إذ يقول في مجلده الأول : “التربية : رب ولده والصبي يربه ربا ، ورببه تربيبا وتربة، عن اللحياني: بمعنى رباه تربية. كالقول مثلا نعمة تربها أي تحفظها وتراعيها وتربيها كما يربي الرجل ولده "[3]أما في مجلده الثاني فيحدد التربية انطلاقا من فعل ربت إذ يقول :” ربت الصبي، وربته  : رباه، يربته ، تربيتا : رباه تربية".
قال الراجز :
سميتها إذا ولدت   تمــوت
والقبـر صهر صامت زميت
ليس لمن ضمنه تــربيـت[4]

سوسيولوجيا :

إن سوسيولوجيا التربية باعتبارها فرع من فروع علم الاجتماع، الذي يدرس التربية كظاهرة اجتماعية، تناولتها تعاريف عديدة نذكر منها :  
يقول عبد الكريم غريب: "وإذا أخدنا مفهوم الترية بحذافيره ، فإن سوسيولوجيا التربية الحقيقية تغطي حقلا أكثر اتساعا ، ما دامت الآليات التي يمرر المجتمع بواسطتها إلى أفراده ، الدرايات والاتقانات وحسن التواجد الضرورين لإعادة إنتاجه  تتسم بتنوع لا متناه . ويتعلق الامر في الواقع بالتنشئة الاجتماعية أو السسلجة ، والتي تهتم بكافة الأوساط الحياتية للطفل والراشد على حد سواء، لا بالمدرسة فحسب." [5]
يقول هنري جان " إن التربية ماهي إلا التنظيم الممأسس لا ندماج الأطفال في المجتمع الشمولي، وفي الأسرة والجماعات التي ينتمون إليها، أو التي ينبغي الانتماء إليها في سن الرشد "[6]        
 ويرى إميل دوركهايم أنها " العملية التي تمارسها الأجيال الراشدة على الأجيال التي لم تنضج بعد بالنسبة للحياة الاجتماعية ويتمثل موضوع هذا الفعل في إثارة وتنمية عدد من الحالات الجسمية والفكرية والأخلاقية لدى الطفل التي يتطلبها منه المجتمع السياسي في برمته، والوسط الخاص الموجه إليه".[7]
- سوسيولوجيا التربية،بصفة عامة، تعتمد المقاربة السوسيولوجية في دراسة الظواهر التربوية،لكنه بالمعنى الأنجلوساكسوني، وهو السائد،تحصر الظواهر التربوية في أنظمة التعليم في المستوى الأول، وتأتي دراسة المؤسسات الأخرى في سلم اعتباري ثانوي،على قدر علاقتها بالمدرسة والتعليم[8]..
- هي مقاربة للظاهرة التربوية مقاربة سوسيولوجية تعتمد على القواعد المنهجية للسوسيولوجيا في دراسة وتحليل الظروف والملابسات الاجتماعية المحيطة أو المؤطرة للموقف التربوي[9](سلسلة التكوين التربوي،عدد1، طبعة97-98)
 وهكذا نلاحظ تعدد التعاريف ، التي تناولت هذه الظاهرة التربوية ،وهو تعدد نابع من تنوع المدارس والايديولوجيات التي تناولتها .  




1-    عبد الغني عبود: الفكر التربوي عند الغزالي، ص 170
2-    الأصفهاني: المفردات في غريب القرآن ص 158 
3-      جمال الدين بن مكرم بن منظور ، لسان العرب ، ص  
4-       جمال الدين بن مكرم بن منظور ، لسان العرب ،  المرجع نفسه ، ص 133


5-       سوسيولوجية المدرسة ، عبد الكريم غريب، منشورات عالم التربية، ص5 
6-       نقلا عن نفس المرجع ص 137     
7-       نقلا عن نفس المرجع ص 136
8-      سلسلة التكوين التربوي،عدد3
9-       سلسلة التكوين التربوي،عدد1، طبعة97-98

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق