Pages

الأحد، 10 أبريل 2011

جناية التطرف


دفعني إلى كتابة هذا المقال تلك المشاهد الفظيعة التي أعقبت تفجير أحد الأضرحة الصوفية بباكستان : دماء وأشلاء وصرخات و أنات، هكذا جاء الدور على أضرحة الصوفية بعد مزارات الشيعة والبقية تأتي مادامت شهية أصحاب هذه البلية مفتوحة للقتل.... وما ضاعف حزني وألمي إعلان حركة طالبان مسؤوليتها عن هذا التفجير ! كأنها تريد أن تبشر المسلمين بسبق فريد وفتح عظيم، ولا تفسير لهذه الوقاحة إلا بالثقة الزائدة في النفس، ثقة نابعة من خلفية فكرية ونفسية تؤمن بأنها صاحبة الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، و لا ترى فيمن يخالفها إلا مسلم ضال يجب رده إلى طريق السنة والجماعة، أما الشيعة والصوفية ومن هم على شاكلتهم، فهم كفار لا حرج في قتالهم والجهاد فيهم !
أي نكبة حلت بالعقل المسلم بل بالقلب المسلم فقسا فهو كالحجارة قسوة بل أشد؟ أين رحمة الإسلام ورفق الإسلام ووصايا رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام الذي ينفذون باسمه كل هذه الغزوات والسرايا في حق المسلمين ! ولقد أثل علي كرم الله وجهه تراثا جديرا بالاهتمام في معالجته لقضية الخوارج، وعلى دربه سار من جاء بعده من السلف كالفقهاء الأربعة وغيرهم ....ويبدو أن هؤلاء قد نسوا كل ذلك في غمرة الإعجاب بمحمد بن عبد الوهاب - رحمه الله – وفكره"التجديدي" وجهاده ضد"الفرق الضالة" تحت رعاية سلطة آل سعود التي عملت على نشر فكره في كل مكان بعدما قامت بنزع أنيابه الحادة -حتى ما عاد يملك غير الجدال وتوزيع صكوك الولاء والبراء على المسلمين والدفاع عن الحكام ولو كانوا طغاة وجبابرة- التي ستنبت مرة أخرى على إثر حرب الخليج ، ردا على السماح للأمريكان باستعمال أرض الحرمين في حربها على العراق حيث ولدت السلفية الجهادية التي أعلنت الجهاد ضد الحكام الخونة ... وهي الطريق نفسها التي سلكتها حركة طالبان التي نهلت من نفس الفكر، حيث كانت السعودية ترسل مشايخ الوهابية إلى باكستان لصنعها على عينيها، كما ترسل أموال النفط لتوسيع هذا المشروع على أوسع نطاق ممكن .  
هكذا تملك هذه الفئة من المسلمين الوقت الكافي للتخطيط والتنفيذ لقتل بعض المسلمين، فيما الأعداء يستبيحون أرضنا وينهبون خيراتنا ويسخرن منا ومن مقدساتنا، فيما التخلف الاقتصادي والسياسي والأخلاقي يطوقنا من كل جانب.
العشرات قضوا في التفجير، عدا الجرحى والمعطوبين ،ما ذنب اليتامى والثكالى ؟...ما عساكم تقولون لله عزوجل يوم تلقونه و لرسوله صلىالله عليه وسلم وهوالقائل:( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)
          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق