Pages

الجمعة، 1 أبريل 2011

الطقوس المخزنية ليست طقوسا؟....

أثير لغط  كثير هذه الأيام حول الطقوس  المخزنية ، التي ترافق الاستقبالات الملكية ، من تقبيل لليد ولثمها  أكثر من اللازم  ، وانحناء وركوع.... وأشياء أخرى يرى الكثير ون أنها تحط من الكرامة الإنسانية وتنزل بها إلى درجة العبودية... وهو طرح يؤيده كل صاحب نفس أبية تأبى الخضوع والخنوع ، فيما يرى آخرون أن الأمرلا يستدعي كل هذا الضجيج ، ما دام أنه شكلي فقط ،وإنما ينبغي التركيز على الإصلاحات العميقة التي يمكن أن تساعد على النهوض بالبلد.
لكن في الحقيقة وللحقيقة فالناظر في هذه المراسيم ، وكيف تجري من حيث الترتيبات التي تسبقها والمصاحبة لها، يجد أن المسألة أكبر من أن تكون شكلية ورمزية ، بل تحمل أبعادا نفسية وفلسفية وتاريخية تتوخى ترسيخ عقلية الطاعة العمياء للحاكم باعتباره مصدر فضل على البلاد والعباد، بسيادته تنتفي كل أسباب الشقاء والفتن وتحل محلها كل  مظاهر الرخاء والأمن ولقد أظهرت الدراسات الا نتربولوجية مكانة وتأثير الطقوس في حياة الناس النفسية والاجتماعية قديما... طرح يجد تفسيره في نصوص  شرعية، يتولى فقهاء البلاط مهمة لي أعناقها لتوافق هوى الحاكم وتساير رغبته في بسط سلطته وإسكات كل صوت معارض ، هذا فضلا عن شطحات السياسيين الانتهازيين الذين لا يهمهم أكثر من الحفاظ على  مواقعهم في السلطة امنة....

إنه لشئ محير فعلا أن ترى كثيرا من الحداثيين والتقدميين يرفعون عقيرتهم مستخفين بالمستنكرين بهذه الطقوس ، نقول مستخفين حتى لا نقول مدافعين... نعم إنه أمر محير . هل يفعلون ذلك عن قناعة ؟ وإن كان الأمر كذلك فهو تناقض وخليط عجيب بين تقدمية متنورة كما يزعمونها لأنفسهم، ورسوم رجعية بالية أفنوا أعمارهم في التشهير بها ... أم أن المسألة وما فيها: مصلحة ذاتية تبرر كل شئ وتعلو ولا يعلى عليها... فيما يقول البعض منهم : إن ذلك لا يليق بملكية حديثة ؟ بمعنى أن هذه الطقوس لا بأس بها لولا أنها تسئ إلى صورة الملكية، أما الشعب وكرامته وحقوقه فقط سقط من بالهم تماما  ؟..

من منا لا يشعر بالخجل حين يرى ذلك الحفل الوثني المنظم كل سنة ، والذي تقام فيه شعيرة البيعة  المخزنية، التي تلزم كبارشخصيات البلد بالركوع خمس مرات أمام الملك قبل أن يدفعهم الخدم المطربشون، ويسارعون إلى رص صفوف باقي العباد الخاشعين . إنها صناعة مغربية خالصة . صناعة  الذل والهوان. إنها تربية على سلوك الانحناء...
لا عجب إذن أن تجد أن الكرامة  هي اخر شئ يمكن لمسؤولينا أن يتحدثوا عنه أويتطلعوا إليه، في هذ الاطار  يقول الأستاذ عبدالسلام ياسين في مذكرة إلى من يهمه الأمر : "كيف نريد بعد هذا  من هؤلاء المروضين كل سنة أن تبقى لهم ذرة من كرامة ؟ لا شك أن هذه الكراكيز المجلببة المعممة تحس بحقارتها حين تتقمص جلد الخدم الجاثم عند قدمي سيده"             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق