Pages

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

وهل المشاركة موقف سليم من الناحية الأخلاقية ؟


                            
   
لنكن صرحاء هل الأجواء أجواء إصلاح؟
بصراحة بذلت مجهودا كبيرا لفهم  ما يحدث في الساحة باحثا عن خيط ناظم لخطاب وسلوك الإصلاح فلم أعثر على شئ وكل ما وجدته تناقضات فظيعة وفاضحة بين الأقوال والأفعال ، تناقضات ينادي بعضها بعضا .
المشاركة كالمقاطعة فهي حق من حقوق من الناس ، وما كنت لأثير هذا الموضوع لولا سؤال الأخلاق الذي طرح عل سلوك المقاطعة ، وهاأنذا أنقل نفس السؤال (سؤال الأخلاق) إلى معسكر المشاركين نسجا على منوال من طرحه على المقاطعين . مع أنني أعلم أن الأخلاق هي اخر شئ يمكن أن نتحدث عنه في الساحة السياسة المغربية التي اجتاحتها ظواهر سياسية مريضة وشاذة، حيث يصبح المناضل يساريا ويمسي يمينيا وحيث يمكن لحزب وليد أن يجمع أكبر فريق برلماني قبل أن يخوض الانتخابات.....
لن أتحدث عن  الدستور وعيوبه التي مست جوانب المنهجية والشكل والمضمون، فقد تناول ذلك غيري من أهل الاختصاص الذين خلصوا جميعهم إلى أنه بعيد كل البعد عن الدستور الديمقراطي وان بموجبه ستبقى مفاصل الحياة السياسية بيد الملك ، ولنفرض جدلا أنه دستور ديمقراطي كما دساتير إسبانيا وبريطانيا...فهل الأجواء سليمة بما يكفي لكي نصدق أن السلطة جادة في مسعاها الإصلاحي؟
السلطة التي تسجن مدير أكبر جريدة وصاحب أشهر عمود بعد ما تمت متابعته بالقانون الجنائي عوض قانون الصحافة متجاهلة كل النداءات الداخلية والخارجية الداعية إلى احترام القانون...          
السلطة التي تحتفظ في سجونها بمئات المعتقلين الإسلاميين ظلما وعدوانا ناهيك عن معتقل تمارة السري....
السلطة التي قمعت بوحشية شباب 20 فبراير مباشرة بعد خطاب الملك وطيلة شهر ماي إلى أن أزهقت روح الشهيد كمال العماري رحمه الله، زد على ذلك حملة التشهير والتشويه التي تقودها ضد المعارضين مستعملة أساليب قذرة ودنيئة ... واخر فضائحها التي لا حد لها استعانتها بالمنحرفين والمغلوبين على أمرهم من أجل التهليل لخطاب الملك مقابل دراهم معدودات كما استعملتهم لتفرقة مسيرات 20 فبراير يوم الأحد 19 يونيو وتحويلها بيوت الله إلى صالونات سياسية وخطباء الجمعة إلى زعماء سياسيين كل همهم هو تعبئة الناس للتصويت  بنعم وإلا خرجوا عن الجماعة والإجماع....
وإذا أضفنا إلى هذا كله تمسك المخزن بأركان الفساد والاستبداد التي تشكل بنيته ، سنستنتج أن التعديل الدستوري ليس سوى انحناءة صغيرة إلى أن تمر العاصفة وتهدأ الأمور.
وعليه فإننا نعتبر المشاركة في الاستفتاء- بنعم أو لا - في ظل هذه الأجواء مشاركة في مسرحية سيئة الإخراج لا طائل من ورائها سوى إدخالنا في قاعة انتظار مرة أخرى هذا عدا الأموال الطائلة التي تصرف بلا حساب في السر والعلن   وتمييع السلوك السياسي وتعميق الشقة بين الناس والسياسة بإحياء المخزن لتقاليده العريقة في الحشد والتعبئة وقد انطلقت فعلا مع الخطاب، بل وقبله...  ورسالتنا التي نوجهها إلى من يهمهم الأمر عبر سلوك المقاطعة الذي قال عنه الأستاذ لحسن حداد أنه ينطوي على نوع من  الانحطاط الأخلاقي ، والذي صرح لجريدة أخبار اليوم أن هذا الدستور يضع حدا لمرحلة الاستبداد ، المرحلة التي كان يتعايش معها الأستاذ وحزبه وأغلب الأحزاب الأخرى  بلا مشاكل ولا متاعب ، هكذا هي نخبنا السياسية لا تقول الحقيقة إلا بعد تشييع الميت، ولا عجب أن تشارك الأحزاب و أن تصوت بنعم ، فهي لم تطالب بالتعديلات والإصلاحات الدستورية أصلا ، بل كان بعضها يرى في ذلك مساسا بالملكية وهيبتها ، لذلك فهي لا تتحرك إلا بإشارة من الملك ولا تقول إلا ما يقوله حتى إن عباس الفاسي قال : إن برنامج حزبنا هو برنامج الملك... ولو كانت تملك الشجاعة السياسية لأ قرت بفضل حركة  20 فبراير عليها عوض إعطائها الدروس تارة وممارسة العنف الرمزي والمادي عليها تارة أخرى...
رسالتنا هي أن هذا التعديل الدستوري حق أريد به باطل، المشكل أعمق وأكبر من التعديل الدستوري ، لان المطلوب تفكيك بنية الاستبداد المالكة لوسائل الإنتاج والإكراه من غير وجه حق.          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق