Pages

الجمعة، 3 يونيو 2011

مجازر صامتة....


ربما تكون مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة أكثر إغراء للإعلام ، إذ نرى كيف تسلط عليها الأضواء أثناء المظاهرات والاحتجاجات التي تنظمها حركة 20 فبراير ، وهكذا يتسنى لنا أن نقف عند مشاهد القمع بالصوت والصورة، في هذه الأيام العصيبة التي كشر فيها المخزن عن أنيابه الحادة كأي وحش ضار.
في ظل هذه المدن تتوارى أخرى تتعرض لقمع رهيب وأساليب من التنكيل موغلة في القسوة والوحشية ، وما شهدته مدينة القنيطرة يوم الأحد 29 ماي من بطش واستعراض للقوة في الشوارع العامة أمام الملأ ، ينبئ عن مرحلة أخرى غير معلنة ، قد دشنها المخزن فعلا انطلاقا من هذه المدينة .
إن مشهد ذلك الأحد الرهيب يصلح أن يكون مشهدا من مشاهد فيلم مرعب ممنوع متابعته على الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة...
كان بطل هذا الفيلم أو بالأحرى أبطال هذا الفيلم مجموعة كبيرة من الأشخاص تصول وتجول مثيرة الرعب في الناس، بعضها مترجل وبعضها الأخر على دراجات نارية ، أشخاص لا تعرف هويتهم أصلا ،ويبدون غرباء تماما، ليس فقط بسبب همجيتهم ووحشيتهم ،ولكن لان وجوههم غير مألوفة وكأنهم قد جئ بهم من مكان ما لتنفيذ هذه المهمة على عجل ، كانوا يتربصون بشباب الحركة بحيث كلما ظهر واحد منهم إلا وانقضت عليه مجموعة منهم ، بعد الإشارة من طرف أعوان السلطة والمقدمين، فيعملون فيه ركلا ولكما ورفسا إلى جانب الهراوات الي تنزل على الجسد كيفما اتفق. حتى إنك تشك ألف مرة في بقائه حيا، وقد استحال رجال القوات المساعدة ورجال الشرطة بهراوتهم بجنبهم مجرد كومبارس.
لقد كان واضحا أن قصدهم كان  هو إلحاق الأذى وليس تفريق المظاهرات غير المرخص لها كما يحلو لخالد الناصري أن يردد بتشنج ، كان قصدهم الإرهاب حتى لا يفكر أحد في النزول مرة أخرى إلى الشارع ،ومن يستطع أن يعيد شريط تلك المشاهد التي تحيل مباشرة إلى عالم الحيوانات اللاحمة:  كلاب مسعورة تحيط بأحد ما ، ذئاب تفترس حملا وديعا ، دون أن تأخذه الرهبة وتزوره الكوابيس والأشباح ليلا ونهارا.
وليت الأمر انتهى عن هذا الحد ، فما أن وضعت هده الهجمة المخزنية أوارها حتى تناهت إلى أسماعنا أخبار صاعقة وصادمة ، ذلك أن 13 شابا اختطفوا وتم اقتيادهم خارج المدينة ، حيث تم تعذيبهم والتنكيل بهم ويحكي لي أحد الأصدقاء أنه كانوا يضربونه حتى فقد الاحساس بنصفه السفلي نهائيا ولا يزال الكثير منهم يلازم فراشه والخوف كل الخوف أن يقع لهم ما وقع للشهيد كمال العماري بأسفي ، المدينة التي لم تندمل جراحها بعد ، بسبب ما فعلته بها "الحركة" المخزنية الغاشمة، فحسب الشهادات الواردة من هناك ( انظر فيديو الوقفة الاحتجاجية أمام مستشفى محمد الخامس) تم اختطاف مجموعة من شباب الحركة وذهب بهم خارج المدينة حيث تم تعذيبهم باستعمال الحجارة وكأننا في الجاهلية الاولى، ناهيك عن  الاغتصاب باستعمال العصي...معتقلات للتعذبت متنقلة ومفتوحة على الهواء والفضاء ، هكذا ستعجز كل الهيئات الحقوقية واللجان البرلمانية عن الوقوف على أثرها.  
        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق