تصرخ وتصرخ وتصرخ ولا مجيب ،تبكي وتنتحب ولا من يسمع النحيب؟… تهوي عليها بالضربات كما يهوي الحداد على الحديد…
- والله ما فعلت شيئا
- بل فعلت أفاعيل أيتها المعتوهة لم تركت النوافذ مغلقة؟
- لقدنسيت
- نسيت فخذي إذن….
تمسكها من شعرها المتشعث المغبر ثم تصفعها على خدها الأيمن ثم الأيسر. يجن جنونها فتصفعها على صفحة وجهها كيفما اتفق. أنفها يقطر دما كصنبور لم يغلق بإحكام ، فلما أعياها الصفع ركلتها ودفعتها بعيدا
الطفلة ملقاة على الأرض كأنها شئ من الأشياء التافهة التي تعكر صفو هدا البيت الفخم الضخم
المتناسق المتناغم، فهي النقطة السوداء الوحيدة فيه ما أن تراها حتى تنقبض نفسها مع أنها محرك البيت الوحيد الدي لا يتوقف عن الحركة في المطبخ تنظف وتغسل ركام من الأواني ، وفي غرفة الجلوس ترتب وتعدل وفي غرفة النوم و..و..و…
وبمجرد ان تركاها واختفيا عن أنظارها، نهضت وانطلقت تجر آلامها وجراحها مهرولة لاتلوي على شئ تبحث عن الخلاص .عالجت مزلاج الباب برفق. خرجت على وجهها تضرب في التيه ثم اهتدت إلى أقرب الجيران الذين توسمت فيهم خيرا ،فحكت لهم حكايتها بكل تفاصيلها ولم يكونوا في حاجة إلى شاهد إثبات ،فلطالما سمعواصراخا ونحيبا خاصة حينما يجن الليل ،فالآن فقط علموا مصدره وسببه فأخذوها فورا إلى مركز الشرطة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق