Pages

الخميس، 24 فبراير 2011

هل سقط زعم الاستثناءوسلوك الانحناء

يردد الكثيرون هذه الايام أن المغرب في منأى عن الاحداث التي تجتاح العالم العربي، حيث العروش تساقط واحدة تلو الاخرى في أزمنة قياسية وبكلفة أقل بكثير من  كل الكلفات التي دفعتها الثورات لتي  عرفها العالم الحديث عددا وعدة...هذه العروش التي كان يعتقد فيها أنها صروح مشيدة وأنها جبال راسيات لا يستطيع أحد ردمها أوهدمها، فإذا بها تتهاوى أمام صرخات شباب لايملك غير أفكاره ومبادئه ....
تؤازره كل فئات الشعب المظلومة والمقهورة...
حكاية الاستثناء
مصر ليست تونس هذا ما قاله وزير الخارجية المصري أبو الغيط نيابة عن الرئيس حسني مبارك، بل قال هو نفسه أكثر من ذلك حينما
قال لاوباما :إنك لا تعرف نفسية وثقافة المصريين عندما حذره من عواقب الاستبداد...ثم ما لبث  الطوفان إلاقليلا حتى أتى علي كرسيه فهشمه وجرفه بعيدا الى شرم الشيخ، حيث يتعرض لابشع وأفظع صور العذاب النفسي...حتى أنه يروى عنه أنه يتمنى الموت فلا
يجده....وهاهو سيف الاسلام القذافي يقول أن أباه ليس هو حسني مبارك ولاهو زين الدين العابدين بل هو زعيم شعبي متصل الجذور
بشعبه، رغم أن الغالبية الساحقة من شعبه تطالبه بالرحيل والتنحي،ولم يعد أحد يهتف بحياته سوى أبنائه والمرتزقة الذين ساقهم منإفريقيا الفقروالضياع كأنهم عبيد...يذبحون ويقتلون ويغتصبون....
ينبغي أن نلتمس الاعذار لهؤلاء الزعماء وأبواقهم الاعلامية....فلا مفر لهم من أن يرددوا تلك الحكاية وهم يواجهون الحقيقة المرةالتي لا يريدون سماعها ولا رؤيتها...ما كانوا يتوقعون يوما أن عروشهم ستسقط على يد شباب ظلوا يستخفون بهم طيلة هذه العقود
العجاف، بعد أن أعطوا ولاءهم للولايات المتحدة الامريكية التي تهب الحكم لمن يشاء وتنزعه ممن يشاء، إنهم يقولون بلسان حالهم إنا باقون مابقيت أمريكا ...لذلك  لايطيقون الحديث عن إمكانية سقوطهم وأمريكا حية ترزق؟...
هل نحن استثناء؟
الاستثناء لا يتحقق بالشعارات الجوفاءولا بالخطب العصماء ولا بإعلام أعمى يفوده مجموعة من الانتهازيين و التافهين حيث مصالهم وماربهم...الاستثاء هومنجزات عملية ميدانية تسمح للناس بأن يحددوامصائرهم بأيديهم وأن يصنعوا قراراتهم بأنفسهم
لا أن ينتظروا منح وعطايا الحاكم الملفوفة بالمن والاذى ...وعليه فإن الاستثناء المغربي المزعوم، لا يلبث أن ينهار أمام الحقائق الصادمة المتجلية في كل شئ تقريبا ...صحيح أ ن في تونس استبداد سافر عار من كل تنميق أو تزويق لاهامش فيه للحرية أو الاختلاف عكس المغرب حيث الاستبداد الناعم الذي يسمح بكل شئ وأي شئ، إلا أن تمس سلطة المؤسسة الملكية المطلقة والحاكمة الفعلية في البلاد...مؤشر واحد يكفي للتدليل على حجم تخلفناوانحطاطنا،إنه التعليم الذي نتذيل فيه الترتيب على المستوى العربي وراء تونس الثائرة والمتقدمة جدا في هذا المجال، ووراء مصر ...ومن العبث أن نتحدث عن الديمقراطية والتنمية والاوراش الكبرى بينما تعليمنا في الحضيض






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق